بقلم الحسين أمزريني //
سلام الله عليكم أهلي عشيرتي أصدقائي الأحياء .
سلام الله عليكم أيها الزملاء الأحياء المصابين بالداء الخبيث الذي بسببه ودعتكم دون سابق إنذار ، كما استعصى علي توديعكم والتسامح معكم لأن الخبيث يبقى دائما خبيثا ، فلم يمهلني من الوقت ولو جزءا واحدا من المائة حتى أستطيع توديع إخواني ، أخواتي ، وأعانق ولو مرة واحدة أمي وأبي ليكون ذلك العناق هو عناق الوداع .
سلام الله عليكم أيها المسؤولين عن الشأن المحلي الناظوري .
بماذا سأبدء ؟ أبمعاناتي طيلة مرضي؟ أم بوقت إقتراب رحيلي ؟
زملائي الأحياء ، صدقوني إنها الحقيقة المرة ، فصراخكم إلى أن تبح حناجركم من أجل مطالبة وسيلة من وسائل العلاج لا يجدي لكم نفعا ؟
ووقفاتكم وجلساتكم و ….مع من أسند لهم تسيير وتدبير الشأن المحلي بالمدينة حيث تتلقون منهم وعودا تعلقون عليه أمالكم بدل أن يشيدون مستشفى تأويكم فلا يشفع لكم ذلك في شيئا ؟
إنه فقط مضيعة للوقت وتعميقا للجراح وزيادة في المعاناتكم التي ستتشابك أضعافا مضاعفة .
كما أن تلك الوعود التي تتلقونها تبقى إستهلاكية وتكررا من جيل لأخر وتنفيذها مقرونا بأجل غير مسمى .
زملائي المصابين، عانيت من هذا المرض اللعين أكثر من أربعين سنة وأنا أتنقل بين الناظور والرباط ، كم مرة مكثت بدون أكل، وكم أصبح هناك مبيتي هو العراء بسبب قلة الماديات. أما المعنويات فكانت مرتفعة وهذا من فضل ربي لأن أملي كان في الله كبيرا .
أربعين سنة من الوعود الكاذبة من طرف علان ،فلان ،زيد وعمرو.
وسبحان الله ! نفس الوعود، ونفس المصطلحات التي كنت أتلاقاها مثلكم ، لكن مع الأسف لا شيء تحقق على أرض الواقع .
زملائي المصابين طردوني من الرباط بسبب إفتتاح المستسفى الانكولوجي بجرادة فهان علي الطرد وابتسمت فقط في الوهلة الأولى إحتراما لحرمة المستسفى ، لكن بمجرد مغادرتي لها فرحت فرحة لا توصف حيث ظننت أن المسافة ستتقلص كما أن المصاريف ستنخفض لا محالة .
لكن هيهات ثم هيهات إنقلب السحر على الساحر حيث تضاعفت معاناتي وتحول المشكل إلى إشكال .
زملائي المصابين، تجرجرت، وتجرجت ، وتجرجرت .
إلى ان إقترب أجلي في غفلة مني، فحينها إستقر جسدي على سرير داخل المستشفى لكن بعد فوات الأوان .
وبدأ السرير يتحرك من غرفة إلى أخرى دون أن أشعر إلى أي عالم أنتمي إليه ، كما لم أتذكر كم من غرفة كنت أزورها يوميا، وكلما غيرت الغرفة إلا وتغير معها الطبيب. . فمكثت على هذه الحالة إلى غاية أن تحول جسدي من سرير المستشفى إلى سرير الإسعاف وأنا جثة هامدة .
تركت خلفي كل الوعود الكاذبة والمعسولة وتبخر أملي وخاب ضني و……، لكن فرحتي كانت كبيرة لما لقيت ربي .